تاريخ عورتا

 

 قرية عورتا تقع جنوب شرق نابلس بفلسطين، وتتميز بتاريخ عريق يمتد لآلاف السنين، يعود إلى العصور التوراتية، حيث سُكنت منذ تلك الحقبة واستمرت عبر حكم الإمبراطورية البيزنطية والخلافة الإسلامية والدولة العثمانية خلال الفترة بين القرنين الرابع والثاني عشر، كانت عورتا مركزًا هامًا للسامريين، لاحتوائها على أحد معابدهم الرئيسية، ويعتقد أن أغلب سكانها في العشرينيات من القرن العشرين كانوا من أصل سامري1. كما ذكر الجغرافي ياقوت الحموي في 1226 أن عورتا كانت قرية صغيرة على الطريق بين نابلس والقدس في عهد الحكم الأيوبي

في العهد العثماني، دخلت عورتا ضمن الإمبراطورية عام 1517، وسُجلت في سجلات الضرائب عام 1596 ضمن ناحية جبل القبل وسنجق نابلس، وكان عدد سكانها 50 أسرة مسلمة تدفع ضرائب على المحاصيل والزيتون والماعز

تبلغ مساحة أراضيها حوالي 16,100 دونم، وتتميز أراضيها بين السهلية والجبلية، وتزرع فيها أشجار الزيتون واللوز والحبوب والخضروات، ويشكل الزيتون أهمية اقتصادية كبيرة في القرية

عدد سكان عورتا شهد زيادة مستمرة، ففي عام 1922 كان حوالي 938 نسمة، وفي 1945 حوالي 1470 نسمة، وبعد الاحتلال الإسرائيلي عام 1967 حوالي 1500 نسمة، وارتفع إلى 3000 نسمة عام 1987، ووصل إلى أكثر من 13,000 نسمة في 2013، مع وجود عدد كبير من الشتات في الأردن ودول أخرى

تضم القرية عدة مساجد وأضرحة تاريخية مهمة مثل مقام العيا ومرقد الفضل السامرائي، وهي مواقع أثرية ذات قيمة دينية وتاريخية

باختصار، عورتا قرية فلسطينية ذات تاريخ طويل يمتد لآلاف السنين، شهدت مراحل متعددة من الحضارات، وتحتفظ بأهمية دينية وثقافية كبيرة في المنطقة