في صيف العام 1950 كانت عائلة لولح التي تعود أصولها الى بلد عورتا جنوب شرق نابلس، على موعد مع مولد جديد في حارات مخيم خانيونس بقطاع غزة، ليكون هذا هذا المولود عنوان حكاية صراع مع الاحتلال بمحطاته المختلفة.
أطلقت عائلة عبد الكريم ذيب لولح على ابنها الجديد أسعد، ليعيش طفولته الاولى في القطاع، وليكون مصيره الاعتقال وهو في بداية شبابه ومراهقته، ليقضي نحو ثلاث سنوات بالاسر، وليفرج عنه بعدها، ويبعد الى مخيم نورشمس بطولكرم العام 1973 قبل ان يسمح له بالتوجه الى بلدته الاصل عورتا ليعود اليها، ويصبح يطلق على عائلته (عائلة الغزاوي)، كونها من مواليد غزة.
سنوات قليلة عاشها لولح في أرجاء بلدته، حتى خيم الاستيطان على أرضها، وتنشأ نواة مستوطنة ايتمار، وتبلع نصف اراضيه تقريبا، وتبدأ حكاية مجابهة عمرها نحو 30 عاما.
للحاج أسعد لولح ( ابو العبد) 8 من الأبناء وبنتين ونحو 30 حفيدا، وتعرض اولاده للاعتقال في سجون الاحتلال، ليعود مسلسل الاعتقالات من الاب الى الابناء، ويصبح الاب زائرا للسجون بعدما كان اسيرا فيها.
حكاية المجابهة مع المستوطنين ما تزال مفتوحة، فهو يمتلك وثائق وادلة تدل على ملكيته للارض، ويصر على استعادتها، ليعيش في اكنافها، مبديا امتعاضه من الحالة التي اضحت فيها، والتي تقع على بعد مئات امتار من ناظريه.
في بيته على اطراف بلدة حوارة الشرقية بدأ الحاج أسعد لولح حديثه، وهو يلوح بوثائق تعود لعام 1979 ليقف على بداية انشاء البؤرة الاستيطانية(ايتمار)، وكيف تم مصادرة الاراضي من اصحابها بحجج وبراهن كاذبة، لاقامة طريق بالبداية، ومن ثم انشاء بؤرة استيطانية ضخمة وتضم اراضي واسعة من قرى بورين، وعورتا، وروجيب، وعقربا، ويانون.
في بيته على اطراف بلدة حوارة الشرقية بدأ الحاج أسعد لولح حديثه، وهو يلوح بوثائق تعود لعام 1979 ليقف على بداية انشاء البؤرة الاستيطانية(ايتمار)، وكيف تم مصادرة الاراضي من اصحابها بحجج وبراهن كاذبة، لاقامة طريق بالبداية، ومن ثم انشاء بؤرة استيطانية ضخمة وتضم اراضي واسعة من قرى بورين، وعورتا، وروجيب، وعقربا، ويانون.
يقول:" في البداية بعثوا للمزارعين اخطارات تهددهم بمصادرة اراضيهم، وكان ذلك في تاريخ 12-6- 1979، حيث تم مصادرة 33 دونما من مساحة الاراضي التي املكها، بهدف انشاء طريق حسب اقوالهم".
ويتابع" لكن فيما بعد تفاجأنا بعمل بؤرة استيطانية على الاراضي التي تم مصادرتها من اهالي عورتا وروجيب، قدمنا شكوى للمحكة العليا مطالبين بعودة الاراضي الى أصحابها وقد كسبنا القضية، لكن بعد ذلك تم توسيع البؤرة الاستيطانية ليتم مصادرة حوالي 800 دونما اضافية، وكانت مصادرة هذه الاراضي استدعاء منهم بعدم وجود أصحاب لهذه الاراضي".
ويتابع" تم منع جميع المزارعين من الوصول الى أراضيهم المزروعة باشجار الزيتون وتم منعهم من حراثة الارض الا بالاوقات التي يريدونها فقط، اضافة الى ذلك قاموا بتقطيع كل اشجار الزيتون ورشها باسمدة ومبيدات كيماوية لمنع نموها.
يقف ابو العبد على شرفة منزله ويشير بيده نحو جرافة عسكرية تقوم بالتجريف خارج المستوطنة..قائلا: " انهم يخططون لابتدلاع مزيد من الارض"
بدأت البؤرة الاستيطانية تتوسع شيئا فشيئا حتى أصبحت تشمل اراضي من قرى عقربا ويانون، وروجيب، وحتى الأن لم تتوقف مصادرة الاراضي من أصحابها، بهدف التوسعة، فما زالوا حتى هذه اللحظة يصادرون الاراضي بحجج واهية، بالأضافة الى ذلك تم حرق أشجار الزيتون التي كانت توجد داخل المستوطنة.
بعيون تكاد تدمع من شدة الحزن والحسرة على ارضه التي صادرها الاحتلال منه يستذكر الحاج أسعد لولح ما كانت تنتجه ارضه من محصول الزيت والزيتون يقول:" أذكر ان الأرض كانت تخرج قبل أعوام قليلة حوالي 70 تنكة زيت، فيما الأن تنتج حوالي 13 تنكة فقط، فسكان البلدة فقدو أراضيهم ومحاصيلهم التي كانت جزء من حياتهم الاساسية".
ويطالب الحاج لولح من المسؤولين بالوقوف الى جانبهم لعمل طريق زراعية تمكنهم من الوصول الى اراضيهم وحراثتها متى شاؤوا، حتى يتم اصلاح الأراضي واسترجاعها.
حكاية لولح مع مستوطنة ايتمار لا تنتهي، ففي كل يوم يتم مصادرة جزء من الاراضي على حساب سكان القرى وبشكل مستمر بطرق وحشية وهمجية، فيتعرضون للاعتداءات والضرب من قبل الاحتلال ولا يوجد من يقوم بالدفاع عنهم.
رابط موقع فلسطينيو 48
0 تعليق
اتبع التعليمات لاضافة تعليق