رام الله- وطن- مي زيادة: تخيّل نفسك تعيش في عالم من الكسور والجذور والارقام والتواريخ والايام، قد يؤلمك رأسك لمجرد التفكير بها، ولكن كيف بمن وهبه الله القدرة على العيش في مثل هذه ظروف وجعل له قدرة خارقة للتكيّف معها وتعزيزها. لكنك لا تتخيل الفرحة التي تغمرك، حين تحل مسألة رقمية معقدة، حينها ستقفز من مقعدك، فأنت تحقق انجازا بعد انجاز وتذهل من حولك ممن ينشدهون من ذاكرتك الحديدية التصويرية. هذه الذاكرة المرآة لا يهبها الله لكل فرد.
وقد يحصل ان تتذكر رقم هاتف صديقك، أمك، شقيقك أو زميلك بحكم اتصالك بهم دومًا او رقم مديرك بحكم عملك، ولكن تبقى الارقام محددوة فللشخص طاقة تذكر محدودة، ولكن هذا الامر لاينطبق على رامي فخر الدين عواد من بلدة عورتا جنوب شرق نابلس، والذي يتمتع بذاكرة خارقة تجعله يتذكر اي رقم هاتف يتصل به، وكل لوحة مركبة يراها، كما منحته القدرة على معرفة "اليوم الموافق" لاي سنة قد تخطر على بال قارئ القصة.
تواصلنا في "وطن" مع صاحب "الذاكرة الخارقة" والذي حضر إلينا وأجرينا معه اختبارًا بسيطًا لليوم الموافق، سنعرضه في نهاية القصة.
تفوقت على اشقائي وزملائي في صفي والصفوف الاعلى
يقول رامي عواد، والذي يعمل مدققًا ماليًا، أنه ومنذ صغر سنه كان متميزًا في الرياضيات حتى انه متفوق على اشقائه، وهذا ما لاحظته والدته عليه.
ويتابع حديثه لنا: "كنت ألفت انتباه اي استاذ يحضر لصفنا على الفور بتفوقي في المادة،وكانت امي اول من انتبه لموهبتي وانا في سن الروضة والصف الاول، وعندما كنت في المرحلة الاساسية لاحظ معلم الرياضيات ان مستواي عالي جدا فأصبح يأخذني الى المرحلة الاعدادية لأحل لهم مسائل الرياضيات".
" عندما انتقلت للمرحلة الثانوية في مدرسة قدري طوقان شاركت وعلى مستوى الوطن في اولمبياد الرياضيات، وسافرت الى الاردن ضمن المسابقة للتصفيات ولكني لم استمر لظروف خاصة".
ويضيف، "وانا في سن الجامعة كنت اريد ان اتخصص رياضيات كما احب، لكن لظرف ما درست تخصصا آخر".
ويحب صاحب "الذاكرة الخارقة" رامي عواد، اي شيء فيه حسابات وارقام، ويقول في هذا الخصوص: "في فترات الجامعة واخر سنين الدراسة كنت متخصص في الجذور المربعة، فأنا استطيع أن احسب جذور الاعداد لحد5 الاف، دون استخدام الالة الحاسبة ونسبة الخطأ كان بسيط جدا".
ويردف القول، أنه له اسلوبه في تدريس الرياضيات فهو يساعد الطلبة، كما انه اليوم يعمل في الامور المالية والحسابية دون استخدام الالة الحاسبة، كما انه يحفظ ارقام جوالات فوق المئة رقم.
موعدي مع مسابقة بطولة الذاكرة في تركيا في تشرين ثاني
وفيما يتعلق باختبار "اليوم الموافق"، يقول اتمرّن اليوم لاشارك في مسابقة البطولة العربية للذاكرة، وهي تقام كل عام، وهذا العام ستقام في شهر نوفمبر في تركيا، وهي تعتمد على أن اعرف اليوم الموافق من عام 1900 الى عام 2100، وكلما عرفت ايام اكثر في خمس دقائق فقط كلما تأهلت لمراكز متقدمة.
ويتابع عواد: "أتمرّن على اوراق عمل من سنوات سابقة، أضبط لنفسي الوقت واحاول معرفة الايام، اليوم انا اعرف مايقارب 70 يوم في خمس دقائق، مضيفًا ان المشاركة العربية في المسابقة قليلا نوعا ما ولذلك فرصتي بالفوز بالمرتبة الاولى اكبر".
ويؤكد أن معرفته لليوم الموافق ليس إلهام او حفظ كما يقول البعض او يتوقع بل هي معادلات طوّرتها بنفسي اربط من خلالها الايام والتواريخ.
وتمنى عواد من وزارة التربية والتعليم أن تساعده وتتبنى موهبته، وان تعرفه بمؤسسات ترعى وتساعد وتنمّي هكذا مواهب وتدعمها لتطورها.
يشار الى ان البطولة العربية للذاكرة هي بطولة في مجال الذاكرة تشمل 11 اختبار، تعتبر الأولى من نوعها في العالم العربي و في قارة إفريقيا، أقيمت لأول مرة في الجزائر خلال 23-25 ديسمبر 2012، ومؤسس هو خبير تدريب الذاكرة في العالم العربي رياض بن صوشة
0 تعليق
اتبع التعليمات لاضافة تعليق